يصر الباحثون والمختصون على سطوع نجم الصحافة الاستقصائية خاصة في البلدان التى ينتشر فيها الفساد بشتى انواعه. والحقيقة ان تطور وسائل الاعلام وخاصة الصحافة الالكترونية قد جعل الصحافة الاستقصائية أحد الأطراف الفاعلة في العملية الديناميكية في مواجهة الفساد باعتبارها تمثل إحدى الأدوات الرقابية في المجتمع والمعبّرة عن ضميره والمحافظة على مصالح أفراده وتتمتع الصحافة الاستقصائية بأهمية كبيرة نظرا لمساهمتها المتعددة فى تثبيت الحكم الديمقراطى، ويمكن فهم تأثيرها من خلال نموذج السلطة الرابعة التى تتولاها الصحافة، ووفقاً لهذا النموذج يقع على الصحفيين الاستقصائيين مهام جسام وملفات صعبة ومعقدة بحاجة الى من يفتح طلاسمها ويقدما الى الجمهور بكل شفافية
ومن هذا المنظور تعتبر تقارير تقصى الحقائق من أهم المساهمات التى تقدمها الصحافة الاستقصائية لتثبيت الديمقراطية , فهى ترتبط بمنطق الضوابط والتوازنات فى الأنظمة الديمقراطية، وتوفر آلية ثمينة لمراقبة أداء المؤسسات الديمقراطية التى تضم حسب المفهوم العام، الهيئات الحكومية، والمنظمات المدنية، والشركات المملوكة من القطاع العام. . ولتحقيق هذا الهدف الكبير فقد جعل الصحفيين حياتهم في مهب المخاطر والتحديات وعرضة للمقاضاة بل للقتل في كثير من الاحيان . ورغم تاثير الصحافة الاستقصائية بالمناخ السياسي العام في العراقي مع وجود تحديات وصرعات جمة في الساحة العراقية . والحقيقة ان سلامة الجهاز القضائي واستقلاليته ومدى تفاعله ودعمه للصحفيين والمؤسسات الاعلامية يعد بحق تعضيد لجهود الصحفيين الاستقصائيين وداعم كبير لعملهم المحفوف بالمخاطر . ومن هنا تأتى مرحلة النهوض بواقع الصحافة الاستقصائية العراقية في وجود محاولات فردية لعدد من الصحفيين العراقيين والذين وجدوا في هيئة النزاهة تفاءل لدعمهم ولاحتضان مبادراتهم البسيطة والتى اصبحت محض ترحيب من قبل الهيئة بمختلف دوائرها . وهنا لابد للصحفيين الاستقصائيين ان يستثمروا هذه الفرصة والسعى نحو النهوض بواقع الصحافة الاستقصائية والمطالبة بتشريع قانون حق الحصول على المعلومة لاهميته في تنوير الصحفيين وفي توفير الوثائق والمعلومات بشكل قانونى الامر الذى سيدفع بالصحافة الاستقصائية نحو سلم المجد و ازدياد عدد التحقيقات الاستقصائية المهنية بشكل كبير .. وارى من الضرورة ان تعمل المؤسسات الاعلامية العراقية على دعم الصحافة الاستقصائية بشتى الطرق وعدم الاعتماد على التحقيقات التقليدية التى اكل الزمان عليها وشرب والتى اصبحت لاتلبي طموحات وطلبات الجمهور ولا تفي بحاجة المجتمع الذى يبحث عن صحافة احترافية وشجاعة في ضل التعددية الكبيرة لوسائل الاعلام بشتى مسمياتها . وعلى المؤسسات الاعلامية العراقية ان تعي ذلك وتتولى تأسيس قسم مختص للصحافة الاستقصائية توفير كل متطلبات نجاح عمله وبذلك تكون قدمت قدمت خدمة كبيرة للمجتمع برعايتها للصحافة الاستقصائية التى هى بحق صاحبة اليد الطولى في كل الفنون الصحفية وهى امل كل الداعين لامحاربة الفساد والمفسدين .
4cf4e7a6-c5f2-4c81-8573-358e8832dfb6.jpg
218
04-11-2017